صباح الخميس ذلك اليوم الذي انتظرنا ان تخرج الدنيا عن شعورها وتنقلب راسا علي عقب.. اكتست الدنيا بلون رمادي عجيب الدرجات.. وبقدر ما أكره الرمادي ذلك اللون مجهول الهويه.. بقدر ما رأيت ألوانا تفرض وجودها بقوه علي احتلال هذا الرمادي.. ابتسمت بسعاده.. كعادتي انفعل مع الأشياء التي أحبها.. وقلت جميل هذا اللون.. وجدته يقول لي في دهشه.. ما الفرق بين هذا الرمادي وبين ذلك الرمادي الذي كرهتيه أول أمس ؟؟ أجبت بنظره دهشه.. لقد كان أول أمس ضبابا يحول بيني وبين الحياه شعرت به ينظر لي كمجنونه.. واستكملت في بساطه الضباب و الدخان يجعل الدنيا رماديه و يجعلنا نراها من وراء حاجز.. نحاول إن نري المجهول فنشعر بالخوف.. الخوف ان نصطدم بما لا نراه.. أما الرمادي الذي نراه اليوم فهو لون حقيقي مكشوف.. واضح.... ضعيف امام الوان الحياه التي تفرض وجودها.. لم يرد... شعرت ان الشارع الواسع يحتضن سيارتي البطيئه ..لا زحام. . لا سيارات.. سماء واسعه وقطرات متواصله تعجز مساحات السياره ان تمحوها.. وسالت نفسي كيف ستكون الايام المقبله؟ كنت احتاج إلي لون يقثحم ذلك الرمادي الذي يخيم علي حياتي.... كنت احتاج ان تسير السياره بلا هدف ولا موعد ولا اتجاه.. وفعلت.. ما نعيشه الان نفس إحساس الضباب... غيوم تخفي عنا ملامح الدنيا.. يقولون ان الموت قادم ولا نراه.. و يقولون ان الاعصار قادم ولا نراه.. يصرخ البشر خوفا من الموت القادم.... ومن مصير الأبناء الغير معلوم.ومن الدنيا التي ستنقلب راسا علي عقب... الف سؤال والف هل دون إجابات.. لقد توقعوا الامطأر الشديده والرياح العاصفه والزمونا الجلوس في البيت.. هل قاموا بعمل الاحتياطات اللازمه.. هل قاموا بإصلاح وتسليك مواسير ومنافذ تصريف المياه.. هل انتشرت قوات الامن في الشوارع لانقاذ المصابين في حاله الغرق أو سقوط المنازل الايله للسقوط.. هل انتشرت عر بات شفط المياه في شوارع مصر.. هل تكونت فرقا من الشباب للمساعده مع قوات الامن.. الأسكندريه كانت أمنه بفضل الله.. ولكن الفيديوهات علي مواقع التواصل لسائر المحافظات كانت مرعبه.. الام التي خرجت لشراء الدواء فوجدت جثه غارقه لا يشعر بها أحد..شعرت واشعرتنا بالرعب وعربه الشفط الفقيره الوحيد السائره في بحر المياه.اشعرتنا بالعجز.. . البلاعات المسدوده التي تزيد الطين بله وتخرج المياه من الارض اشعرتنا إن هناك تقصير... والشباب الجميل الذي يعمل بمفرده لانقاذ السيارات الغارقه..اشعرنا بالأمل الف درس.. والف لون الم تنفذ أيا من هذه الالوان إلي الرمادي الذي سيطر علي حياتنا.؟؟؟؟. أي موت هذا الذي نخافه والناس تموت في كل لحظه..؟؟ إلا يشعر كل من له دور بالتقصير وإنعدام الضمير.؟؟.. لماذا لم يعد أحدنا يحب عمله أو يتقنه.؟؟.. لماذا لا يعمل احدنا لدنياه كأنه يعيش أبدا ويعمل لاخرته كإنه سيموت غدا؟؟.. هل كل من كان مسئولا عن التخطيط.. ثم الردم والصرف و النظافه والموظف الذي يتابع ويتسلم.. هل قام كل واحد بدوره..؟؟ أم اننا ماهرون فقط في رصد الأخطاء وابراز عجز الدوله الوهمي عن السيطره علي الموقف.. الدوله التي هي مجموعه مؤسسات يديرها افراد ويعمل فيها افراد.. هم. نحن الأطباء والمهندسون والمدرسو ن والعمال والفنانون و المثقفون.. قبل أن تحاسب الاخر عليك إن تحاسب نفسك أولا.وتسال نفسك اولا وعندما تعجز عن الاجابه انظر إلي السماء.. وستفاجئك إن القدر دائما يخالف التوقعات. ويعطي كل إنسان ما يستحقه..