الظلم ظلمات
أصعب لحظات الحياة هي لحظة الظلم التي يتعرض لها الإنسان،
عندما يشعر بأنه وقع عليه ظلم فتلك اللحظات قد تؤدي إلى تدميره
كلما تذكر هذا الشعور السيئ ، وما الدنيا إلا سجن كبير يسيطر عليه ظلم السجان ، الذي يتحكم فى سجناءه كيفما يشاء ولاشك أن الأغلبية تتعرض لشتى أنواع الظلم المختلفة .
ومن بيننا من بات مظلوما ولا يدري كيف يأخذ حقه ممن ظلمه ، ومن صور الظلم في الحياة المتكررة ، ظلم الأزواج والزوجات بعضهما لبعض وهذا من أشد وأقسي أنواع الظلم ، وقد يصل أحيانا إلى العنف من الزوج والتعدي على الزوجة بالضرب وهذا العنف فى حد ذاته ظلم جسدي ، لأن الأنثى عندما تتعرض للضرب ولم تستطيع الدفاع عن نفسها تشعر بمدى ظلم الآخرين لها .
إياكم والظلم إن الظلم ظلمات يوم القيامة ويقول المولى تعالى في حديثه القدسي :
(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)
إياك أن تظلم أحدا من البشر ولو كان كافرا، وقد قال رسول الله صلوات الله عليه اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام ،
كما قال المولى عز وجل :" وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين "
و الظلم مفسدة وهو من الأفعال التي تؤدي إلي إيذاء البشر
هل تدري ما الظلم؟؟؟
الظلم هو التعدي على حق الآخرين وانتهاك حقوقهم وعدم إنصافهم وقد قال رسول صلي الله عليه وسلم "إن الظلم ظلمات يوم القيامة
فاحذروا أن تكونوا من الظالمين
فبين الظلم والعدل الخفي خيط رفيع لا يراه إلا أهل القلوب الرحيمة ".
يجب على كل من يرى ظالماً يوقع ظلما على أحد لا يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يفعله هذا الظالم وعليه أن يفعل ما يستطيع لدفع الظلم عن المظلوم ، وأن ينصره
فإن القبور ستوفر لكم متسعا من الوقت للصمت ، فاحذروا ظلم الحياة فعقابه فى الآخرة شديد ،
ومن أشد أنواع الظلم أن يلعب الظالم دور المظلوم ، وأيضا ظلم الإنسان لنفسه عندما يجعل لله تعالى شريكا فبذلك يكن ظلم نفسه
، وأيضا ظلم الإنسان للبشر
وظلم الإنسان للحيوان فهناك بعض البشر يسئ معاملة الحيوان وهذا ظلم كبير ، وكتمان الشهادة ظلم ، والكذب علي الله ظلم ، وقد نبهنا رسولنا الكريم أيضا إلى عدم إعانة الظالم فقال :" من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام "
واختص الحكماء الظلم بأقوال عديدة منها :
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله تعالي عليك
ومن أقوال الخليفة عمر بن عبدالعزيز :
من أبكي إمرأة ظلما أبكاه الله قهرا
واخيرا ماذا يفعل المظلوم ؟!!
عليه أن يحتسب ويدعو فإن دعوته لاترد وعليه بدفع الظلم عن نفسه قدر المستطاع ، وعلى الانسان العاقل الذي تعرض للظلم لكي يحظى بالأجرين فعليه بالصبر والدعاء ، ولا يحاول أن يكون من الظالمين كما أن دعوة المظلوم لا ترد وإن كانت من كافر .
وينبغي على الإنسان المظلوم البعد عن التفكير المستمر بأنه مظلوم ويحاول البعد عن الشعور بالغضب وعدم التفكير والتركيز في هذه المشاعر السلبية لأنها تسلب السعادة منه وتؤثر عليه بشكل سيئ وتمنعه من الاستمتاع بالحياة ، كما يجب أن يتجنب الإحساس بالشفقة تجاه نفسه ، ومن الظلم أيضا الذي يقع من الأباء علي أبنائهم ، عندما يفضل الأب أبن من أبناؤه عن سائر بنيه ، بذلك يكون قد ظلم الآخرين
كما يدفعه ذلك إلى التفكير فى إيذاءه ، ولنا فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام موعظة كبيرة مما حدث معه وإخوته ، والزوج الذي لدية أكثر من زوجة وقام بتفضيل إحداهن على الأخرى أصبح ظالماً إن لم يعدل بينهن فى كل صغيرة وكبيرة ، فحياتنا لا تخلو من الظلم والمظلومين ، ولكن كل ما علينا فعله أن لا نسعي إلى رد الظلم بالظلم ولا نأخذ حقنا في الدنيا بالعنف بل نقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
ولنا فى هذه القصة موعظة كبيرة من واقع الحياة ، عن الشيخ عبد المحسن الأحمد وهو طبيب في المستشفي العسكري في الرياض يقول أتته حالة رجل عنده فشل في أحد صمامات القلب نسأل الله العافية للجميع ، فيكمل قائلا دخل العملية ففشلت ومرة ثانية ففشلت قال الطبيب ثم بعد أيام أصيب بتدمير في الكبد ثم فشل في الكليتين ثم المعدة ويقول الشيخ الطبيب أعوذ بالله تتابعت عليه الأمراض وتدمر جميع أجهزة الجسم دمور شامل ، فقال الرجل للطبيب بعد استيقاظه من الغيبوبة أشار له بيده فاقترب الطبيب فأخرج له الموبايل وطلب منه أن يتصل على شخص قد ظلمه ليحضر إليه ، وعندما اتصل الطبيب رفض هذا الشخص أن يأتي وقال الحمد لله أن الله قد حقق دعائه قال الطبيب بما دعيت عليه ، ولماذا؟
قال هو وقف مع رجل أخذ مني أرضي بالغصب فدعوت عليه أنا وأولادي بأن لا يمت قبل أن تتدمر كل أجهزة جسمه بالكامل ونحن ندعو عليه منذ ثلاثة أعوام .
اتقو دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ، ومن أقوال الشعراء :
لا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا
فالظلم يرجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
