سفير دولة إندونيسيا في حوار خاص لمجلة إسكندرية : "اندونيسيا تخطت كارثة تسونامي بالتعاون الانساني .... يعجبني الارتباط الاجتماعي في الشعب المصري ومائدة الرحمن في رمضان دليل علي حب المصريين لبعضهم".
حوار / محمد شحاتة المغربي
استضاف اوبرا مسرح سيد درويش بالإسكندرية اليوم الثقافي الأندونيسي بحضور السفير، حلمي فوزي، سفير دولة اندونيسيا والذي تضمن عرض غنائي يعبر عن الفن الاندونيسي أعقبه عرض للفيلم ( ديليسا ) والذي يسرد قصة طفلة اندونيسية ناجية من إعصار تسونامي بعد أن فقدت امها واخواتها كما تخلل اليوم طرح بعض الأسئلة العامة حول اندونيسيا وتوزيع جوائز علي الفائزين من السيد معالي السفير الاندونيسي في يوم شهد حضور عدد كبير من الجمهور السكندري وكذلك أفراد من الجالية الاندونيسية والتي تدرس بمدينة الإسكندرية.
وكان لنا لقاء خاص لمجلة إسكندرية مع سيادة سفير دولة اندونيسيا في مصر، إلي نص الحوار
سيادة السفير اهلا وسهلا بحضرتك
- اهلا بك وأنا سعيد أن آتي إلي الإسكندرية فهيا مدينة تاريخية وجميلة .
في البداية هل تري سيادتك أن الفن هو وسيلة لتقارب الشعوب كعرض فيلم (ديليسا) والذي يعرض الهوية الاندونيسية و يسرد حادث تسونامي ؟
- كما شاهدنا من العرض أن الفيلم يتكلم عن الإنسان والإنسانية والقيم الاجتماعية وعن الاخلاص والتقوي والتوكل علي الله والرضا بما قسم الله من نعمة ومصيبة وبالتالي هذه القيم الاجتماعية الإسلامية الوسطية نتمني أن تكون في كل مجتمع في العالم هذه القيم من باقي الوسائل التي تقارب شعوب العالم وليس فقط اندونيسيا ومصر إنما باقي دول العالم .
هل تري سعادة السفير أن المجتمع المصري يتيح الفرصة للتعبير عن الثقافة والهوية الاندونيسية في مختلف المناسبات ؟
- علاقة التعامل الثقافي بين مصر واندونيسيا قوية جدا ومصر تتيح الفرص المتنوعة لاندونيسيا حتي تعرض الهوية الاندونيسية علي المجتمع المصري وثقافتها وتقاليدها بجانب أن اندونيسيا تشارك في عدة فاعليات دولية متنوعة التي تنظمها الدولة الحكومة المصرية مثل مهرجان السماع الدولي بقاعة صلاح الدين بالقاهرة ومهرجان الإسماعيلية الدولي بجانب حفلات بمدينة شرم الشيخ فترسل اندونيسيا وفود للمشاركة في تلك الفاعليات وهذا دليل علي أن التعاون الثقافي بين مصر اندونيسيا يسير في طريق جيد وممتاز .
من وجهة نظر سيادتك كيف تجاوزت اندونيسيا كارثة إعصار تسونامي المدمر وهل نجحت فكرة الفيلم في إظهار هذا التجاوز ؟
- الفيلم يعطي عبرة أن حجم المصيبة رغم أنها كبير ومحزنة ولكن مادام هناك الربط العائلي للمجتمع والإرادة القوية والتعاون الوطيد بين أبناء المجتمع فإن هذا المجتمع قادر علي تخطي أي مصيبة أو كارثة بالإضافة إلي ذلك فإن الشعب الذي لديه التعاون الاجتماعي والعلاقات الإنسانية القوية لا يمكن أن يكون مغلوبين فكما شاهدنا أن منطقة "اتشي" هي منطقة مشهورة في اندونيسيا بالارتباط الاجتماعي وبالتالي فهذه هي المنطقة الوحيدة التي لم يصل لها الاستعمار الهولندي ونريد مثل هذه الصورة موجودة في المجتمع المصري ونريد أن المصريين أقوياء ولا يمكن أن يكونوا مغلوبين .
ما الذي تراه سيادة السفير يميز المجتمع المصري من وجهة نظرك ؟
- الشعب المصري فعلا شعب يحب بعضه البعض ولديه ميزة خاصة معينة وهيا العلاقة القوية والتعاون بين الجميع والدليل مثلا يعجبني فكرة مائدة الرحمن في شهر رمضان في كل شوارع مصر وهذا يدل علي تعاون الأغنياء مع الفقراء لتقديم الافطار لمن لا يملك أي أموال لكي يفطر وهذا يدل علي تعاون المصريين فيما بينهم وايضا في عام ١٩٩٨ عندما وقعت أزمة اقتصادية شديدة في اندونيسيا وجدنا أن الشعب المصري كان يساعد الطلاب الاندونيسيين الدارسين في الازهر الشريف بكل انواع المساعدة .
ما هيا أوجه التشابه في نظر حضرتك بين الشعب المصري والاندونيسي ؟
_ الشعب المصري مثل الأندونيسي مرحاب بالغير وكرماء ومفهوم معني العائلة وليس صلة الدم الأسرية فقط لكن كذلك مفهوم العائلة والترابط الإجتماعي وهناك تشابه في القيم الدينية الإسلامية رغم أن هناك في اندونيسيا العديد من الديانات غير الإسلام لكن الكل يعيش في سلام وانسجام اجتماعي .