كتب أمير الشعراء أحمد شوقي أبيات شعر للتعبير عن حبه وعشقه للإسكندرية ومنها «إسكندرية يا عروس الماء وخميلة الحكماء والشعراء، نشأت بشاطئك الفنون جميلة وترعرعت بسمائك الزهراء».
وكتب عنها عشرات الأدباء الأجانب والمثقفين مثل «رباعية الإسكندرية» للورانس داريلكتاب و«الإسكندرية تاريخ ودليل» للكاتب والروائي فورستر والكثير والكثير من الكتب والاشعار والاغاني في حب عروس البحر المتوسط " الإسكندرية".
ولا زالت آثار الإسكندرية الظاهرة على الأرض والغارقة تحت الماء، دليلاً على عظمة تلك المدينة التي شيدها الإسكندر الأكبر على ساحل البحر المتوسط في 331 قبل الميلاد، على أطلال مدينة مصرية قديمة كانت تسمى رع قدت أو راقودة.
وتغيرت الحضارات التي شهدتها الإسكندرية ما بين دولة البطالمة على يد القائد بطليموس الأول سوتير بعد وفاة الإسكندرية الأكبر، حتى نهوض القسطنطينية في القرن الخامس الميلادي.
ومن أهم المعالم الأثرية التي يمكن رؤيتها في الإسكندرية اليوم العمود الروماني الأثري دقلديانوس الضخم أو عمود السواري، الذي يعود لأواخر عام 290م، لكن العديد من المعالم الأثرية للإسكندرية تعرضت للدمار مثل فنار الإسكندرية العظيم ومكتبة الإسكندرية ومقبرة الإسكندر الأكبر، أما قلعة قايتباي فقد شيدت في مكان فنار الإسكندرية نفسه.
ومن أبرز آثار الاسكندرية الباقية حالياً الجبانات، ومن أكثرها أهمية وأبداعاً جبانة أو كتاكومب كوم الشقافة من العصر الروماني، حيث يحتوي الكتاكومب على سراديب الموتى على الطراز اليوناني والدفنات الثلاثية، ومزار ومنطقة مأدبة كان يتم استخدامها خلال الجنازات، وتجمع المناظر والنقوش ما بين المعتقدات والتقالد الفنية المصرية واليونانية القديمة، وكذلك جبانة الشاطبي من أقدم المقابر الأثرية بالاسكندرية، حسب وزارة الآثار والسياحة المصرية.
وتمزج الإسكندرية بين عدة حضارات وهو ما يظهر في منطقة كوم الدكة التي تعد من أجمل المواقع الأثرية غير الجنائزية الباقية، والتي ترجع آثارها لأواخر العصر الروماني وحتى العصر البيزنطي وتتضمن المسرح الروماني وحمام وقاعة محاضرات ومنازل للصفوة والمميزة بزخارف الفسيفساء بالإضافة إلى ورش عمل.
وقد عانت المدينة القديمة كثيراً طوال تاريخها، لكن بقي مجد الإسكندرية والعديد من آثارها في ذاكرة وكتابات الرحالة الإغريق والرومان، ودعم ذلك عمليات الكشف عن الآثار الغارقة في العثور على آثار وتماثيل ضخمة بميناء البطالمة والمقر الملكي الساحلي.
مكتبة الإسكندرية الضخمة التي تستوعب أكثر من 8 ملايين كتاب، وأرشيف ضخم واستثنائي من المواد السمعية والبصرية.وعلى مدار سنوات، تستمر مدينة الإسكندرية في جذب الكتاب إليها لتعد من أبرز المدن «الملهمة» التي ارتبطت بالعديد من أهم الأعمال الأدبية الخالدة، كرائعة «رباعية الإسكندرية» للورانس داريل الذي يعد من أشهر كتاب أدب الرحلات البريطانيين، والتي صُنفت في العديد من السرديات الأدبية كواحدة من أهم الروايات العالمية ونشرت خلال عامي 1957 و1960.
ويعد كتاب «الإسكندرية أعظم عواصم العالم القديم» للروائي الألماني مانفريد كلاوس من أهم الإصدارات، التي قدمت وصفاً كاملاً لمدينة الإسكندرية من خلال الوثائق، ووثقت عمارتها وآثارها وتاريخها وسكانها بأجناسهم وطبائعهم المختلفة، وذلك منذ إنشائها على يد الإسكندر المقدوني فى عام 331 قبل الميلاد وحتى الفتح العربي عام 641م.
وفتح أيضاً كتاب «الإسكندرية تاريخ ودليل» للكاتب والروائي فورستر، الطريق أمام باحثي العلوم التاريخية بصورة خاصة والآثار والجغرافيا ومعظم تخصصات العلوم الإنسانية الراغبين في استكشاف مدينة الإسكندرية بصفة عامة، حيث قدم وصفاً دقيقاً للإسكندرية القديمة والحديثة بطريقة روائية تدرس التاريخ.
وهناك عشرات الكتب الأخرى التي تتحدث عن الإسكندرية وتغوص في شوارعها وشطها ومياهها وتاريخها وحضارتها، ككتب مدينة الإسكندرية لجراتيان لوبير.
"أصوات إسكندرية... فى شارع ليبسيوس" للكاتبة بيرسا كوموتسي، و"أيام الإسكندرية
للكاتب ذيميتريس س. ستيفاناكيس، و"الإسكندرية مدينة الذكرى " للكاتب مايكل هاج، وغيرهم.
كتب الكثير من الأدباء والشعراء عن الإسكندرية وجمالها وسحرها، فالمبدع المصري نجيب محفوظ صاحب نوبل وصف الإسكندرية في روايته «ميرامار» بأنها «قلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع»، بينما قال الروائي الإنجليزي إي إم فورستر، الذي عاش فيها معظم فترة الحرب العالمية الأولى، في كتابه «الإسكندرية تاريخ ودليل» إن «مدناً قليلة لها هذه الروعة، هي التي دخلت التاريخ مثل الإسكندرية التي بناها الإسكندر الأكبر».
ويقول المؤرخ البريطاني عاشق الإسكندرية مايكل هاج في مقدمة كتابه الذي نشرته دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة بعنوان «An Alexandria Anthology»: «لما يقرب من ألف عام وبعد أن أسسها الإسكندر الأكبر 331 ق. م، كانت الإسكندرية أحد أهم المراكز الثقافية والحضارية في العالم، مدينة عالمية وكوسموبوليتانية، وظل موسيون الإسكندرية ومكتبتها الشهيرة التي كانت جزءاً منه، وفنارها العظيم رموزاً للتنوير حتى يومنا هذا».
وبعد نفيه إلى الأندلس وعقب عودته، كتب أمير الشعراء أحمد شوقي أبيات شعر عديدة للتعبير عن حبه وعشقه للإسكندرية، ولكن أجملها «إسكندرية يا عروس الماء وخميلة الحكماء والشعراء، نشأت بشاطئك الفنون جميلة وترعرعت بسمائك الزهراء»، في حين لم يبخل الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم عليها بالحب الخالد وهو يقول «يا إسكندرية بحرك عجايب.. ياريت ينوبنى من الحب نايب.. تحدفنى موجة على صدر موجة.. والبحر هوجة والصيد مطايب».
وتعتبر الإسكندرية هي عاصمة مصر فى العصرين اليوناني والروماني، وأن الإسكندر الأكبر اختار موقعها وسميت نسبة له، وإن ذلك ليس نابعاً من فكرة مثالية استهوته عند رؤيته لهذا الموقع وإنما كان فكرة امتزجت فيها المثالية بالمنفعة في آن واحد، وهي أن الإسكندرية تكون على اتصال بمقدونيا.
إن مدينة الإسكندرية لم تكتسب شهرتها من نسبتها إلى الإسكندر، وإنما اكتسبت هذه الشهرة من جامعتها العريقة ومجمعها العلمي «الموسيون» ومكتبتها التي تعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ جعل من المعرفة الإقليمية معرفة عالمية فقد أصبحت المدينة قبلة الباحثين الذين يجمعون فى نظام ومثابرة كل علوم العالم.
ولا تزال مدينة الإسكندرية تجذب إليها من الأنظار من كل دول العالم حتى هذه اللحظة، من علماء وباحثين وكتاب وشعراء وفنانين ومثقفين.