مبنى جريدة الأهرام.....صممه مهندس عالمي إيطالي ونفذه مقاول يوناني

مبنى جريدة الأهرام.....صممه مهندس عالمي إيطالي ونفذه مقاول يوناني
مبنى جريدة الأهرام.....صممه مهندس عالمي إيطالي  ونفذه مقاول يوناني


من الذى لا يعرف مبنى جريدة الأهرام فى الاسكندرية ذلك المبنى العريق الذى يقف شامخا فى منتصف أقدم شوارع العالم (شارع كانوب القديم) أو شارع فؤاد أو طريق الحرية.

 مبنى يعود عمره لأكثر من مائة عام ولكنه رغم عمره الطويل مازال شابا يفتح بوابات التنوير ويضخ الثقافة والمعرفة فى شرايين المدينة ويسابق الزمن لتقديم وجبات صحفية دسمة عن الإسكندرية والسكندريين وحياتهم ومشاكلهم وهمومهم.
وقد كانت بداية جريدة الأهرام فى الإسكندرية حينما تقدم اللبنانى سليم تقلا الذى انتقل للحياة فى الإسكندرية بطلب الى الحكومة المصرية مكتوباً بخط اليد على تذكرة رسمية ثمنها ثلاثة قروش يطلب فيها إنشاء جريدة عربية فى مدينة الإسكندرية تحت أنظار الحكومة مع اتباع القوانين التى تتعلق بالجرائد، وأضاف أن الجريدة الُملتمس إنشاؤها سوف تحتوى على التلغرافات والمواد التجارية والعلمية والزراعية والمحلية بدون أن تتدخل فى الأمور البوليتيقية (السياسية)، وأن المطبعة المقتضى طبع الجريدة بها كائنة بجهة المنشية تحت إسم مطبعة الأهرام.
ولذا فإن الجريدة المذكورة ستسمى بالأهرام، وبالفعل حصل سليم تقلا على الموافقة فى 27 ديسمبر 1875، واختار مقراً لجريدته عنواناً كتبه على صدر العدد الأول بالشكل التالي« شارع البورس (البورصة) بالإسكندرية أمام بنك الرهونات»، واستمر العمل فى هذا المكتب حتى قامت الثورة العرابية وضرب الأسطول الإنجليزى المدينة وحرقها ودمر مكتب الجريدة ومطبعتها عام 1882 وتعطل العمل بها لفترة ثم عاد آل تقلا لطباعة الجريدة فى المطبعة المهدمة وتنقلوا بين عدة أماكن حتى استقروا فى مبنى الجريدة الاخير بطريق الحرية بوسط المدينة.
 وأن مبنى الأهرام مسجل ضمن المبانى الأثرية فى مجلد حماية التراث بالمدينة منذ عام 2008، يرجع تاريخ بنائه الى أعوام 1885 - 1887 ويطلق عليه مبنى قصر «أجيون» نسبة الى عائلة أجيون اليهودية التى كانت تمتلكه وهى عائلة يهودية ثرية كانت تعمل فى مجال تجارة وتصدير القطن وكانت تمتلك العديد من العقارات والشركات والبنوك المصرفية وقد تعرضت عائلة «أجيون» هى الأخرى للضرر بعد ضرب الإسكندرية فى 1882 فتهدمت بعض منشآتها، ولكنها قاضت الحكومة واستطاعت الحصول على تعويضات ضخمة مكنتها من بناء مبنى جديد ليكون مقراً سكنياً لها (المقر الحالى للأهرام).
واختارت عائلة «أجيون»موقعا متفردا فى شارع باب رشيد (إسم الشارع قديماً) وعهدت بتصميم المبنى الى المهندس الإيطالى البارز «أنطوان لاشياك» الذى عين فيما بعد مهندساً للقصور الخديوية فى عهد الخديو توفيق وقام ببناء المبنى على طراز الباروك الإيطالى والذى يتفرد بتشكيلاته من المفردات المعمارية مثل رؤوس الأفيال التى تحمل الكورنيش وأسقف المبني، وقام بتنفيذ المبنى المقاول اليونانى البارز «جورج زورو» والذى عمل فى إعادة إعمار المدينة مع لاشياك فى معظم مبانيه التى امتلكتها الشركة العقارية المصرية فى منطقة المنشية وشارع شريف باشا.
وبعد تأسيس الأهرام وضرب الإسكندرية بفترة تمكن الأخوة سليم وبشارة تقلا من شراء المبنى من أسرة أجيون ليكون مقراً للجريدة وتم عمل بعض الديكورات بها وتركيب أبواب داخلية تحمل حليات من الحديد المشغول لشعار الأهرام وإعداد المبنى ليكون مقراً للصحفيين.
وقاما باستخدام الدور الأول وتأجير الجزء العلوى لشركة التأمين الأهلية (سيلفاستوبولوس) والتى انتقلت فيما بعد الى المبنى المواجه للأهرام، كما قاموا بتأجير الدور الأرضى لأحد محلات الفراء العالمية الشهيرة فى ذلك الوقت وهو محل (سيستوفاريس) والذى كانت له أفرع فى مدن أوروبية كثيرة .
 كما تم تأهيل الدور الأرضى فى سبعينيات القرن الماضى ليتحول الى مكتبة للأهرام.
وهكذا ظل مبنى جريدة الأهرام منارة ومركز إشعاع ثقافى وحضارى للمدينة منذ نشأته وحتى الآن فقد صممه مهندس عالمى إيطالى له بصمات معمارية متميزة فى كل أنحاء العالم ونفذه مقاول يونانى ليصل فى النهاية الى يد أعرق جريدة مصرية وعربية هى الأهرام.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

معلومات الكاتب

 
Get new posts by email: