في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه العالم وتحديدا المجتمعات النامية تبرز أهمية وضع البيئة في قلب السياسات العامة والنقاش المجتمعي بما يضمن استدامة الموارد ويعزز من قدرة المجتمعات على مواجهة الأخطار المتنامية للتلوث والمخلفات.
وفي هذا السياق تمت في قاعة كرنفال بالإسكندرية جلسة تشاور مجتمعي مهمة تمحورت حول الجوانب البيئية لمشروع إنشاء محطة معالجة المياه المصاحبة لنقل البترول ليتم التخلص النهائي من المياه بصرفها على شبكة الصرف الصحي، ويتم صرف المياه الناتجة من المحطة عبر خط للصرف يمتد من المحطة إلى شبكة الصرف الصحي.
وبناء على ذلك تقوم هذه الدراسة المحددة بتقييم التأثيرات البيئية التي قد تنجم من الأعمال المقترحة لإنشاء محطة المعالجة وذلك خلال مرحلتي الإنشاء والتشغيل
أدار الحوار للتشاور الإعلامية علا عبدالعزيز كبير مذيعي التليفزيون المصري التي أكدت في كلمتها الافتتاحية أن إعادة التدوير لم تعد ترفا بيئيا بل بات خيارا حتميا وضرورة وطنية داعية إلى تحول جذري في الثقافة العامة تجاه المخلفات باعتبارها موارد مستقبلية ينبغي إدارتها بعقلانية ومسؤولية ونحو بيئة آمنة واقتصاد دائري حيث يأتي هذا المشروع الحيوي امتدادا لنشاط قائم بالفعل في محافظة القاهرة تقوده شركة التزام التي تسعى إلى نقل خبراتها في مجال إعادة التدوير ومعالجة المياه المصاحبة لنقل البترول بالتعاون مع مؤسسة دلتا لخدمة المجتمع والتنمية الاقتصادية وجمعية أهل التوفيق الخيرية.
شهد اللقاء حضورا رسميا من وزارة البيئة ممثلة في المهندسة/ مهور الورداني مدير إدارة تقييم الأثر البيئي بوزارة البيئة فرع الاسكندرية و المهندسة/ ماجدة عبد الرازق مديرة إدارة المخلفات بوزارة فرع الاسكندرية ومحمد عبداللطيف محبوب مستشار وزيرة البيئة سابقا الذين أبدوا دعم الوزارة لهذه الخطوة التي تنسجم مع رؤية الدولة بتوسيع نطاق الصناعات البيئية المستدامة وناقشوا تحديد التأثيرات البيئية المحتملة التي قد تنجم عن إنشاء وتشغيل المشروع ومكوناته، وضع إجراءات التخفيف المناسبة.
تم شرح تفصيلي للمشروع وقام بتقديم العرض الدكتور/ سعد حمادي استشاري بيئي بالتعاون مع المستشار/ محمد الأصمعي – أمين صندوق مؤسسة دلتا لخدمة المجتمع والتنمية الاقتصادية ، وصف المشروع المقترح ومكوناته، ووصف للبيئة المستقبلة التي سيقام فيها المشروع، تحديد الخطوط العريضة لخيارات الإدارة البيئية وخطة الرصد لضمان الاستدامة البيئية للمشروع
وكانت المشاركة المجتمعية ركيزة أساسية حيث أنطلقت الجلسة
بكلمة افتتاحية الدكتور/ إبراهيم الجمل رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بالاسكندرية وأمين عام بيت العائلة المصرية بالإسكندرية الذي دعا إلى الربط بين السلوك الديني الواعي والحفاظ على البيئة مشيرا إلى أن حماية الأرض من الفساد هي واجب شرعي ووطني وناقش وصف البيئة المستقبلة التي سيقام فيها المشروع.
كما شارك في النقاش وطرح أوراق بحثية عدد من الشخصيات المتخصصة والفاعلين المجتمعيين
منهم الدكتور/ يحيى الشاذلي رئيس قسم الكيمياء بكلية الهندسة
والدكتورة/ هبة الطويل مدرس بكلية الأعمال
الدكتورة/ نرمين سويدان مدير ادارة الجمعيات بمديرية التضامن
و صفاء توفيق رئيس جمعية أهل التوفيق الخيرية
وخالد الأمير وكيل نقابة الصحفيين بالإسكندرية
الدكتورة عزة عرفة مدير إدارة التفتيش سابقا جهاز شئون البيئة
لقد أظهر هذا اللقاء أن المجتمع المدني قادر على أن يكون شريكا حقيقيا في التنمية البيئية وأن البيئة لا تحتمل التأجيل.
توصيات من قلب المجتمع
أسفرت جلسة التشاور عن توصيات أولية تدعو إلى
تعزيز التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص في مشروعات الملفات البيئية
نشر الوعي المجتمعي حول تصنيف المخلفات والتعامل المسؤول معها
مج الثقافة البيئية في المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية
اختتم اللقاء بكلمة عن التحول نحو اقتصاد دائري ومجتمع بيئي متعلم لا يتم بقرارات مركزية فحسب، بل يتطلب مشاركة مجتمعية حقيقية تقوم على الحوار المفتوح والاستماع إلى الأفكار والمبادرات المحلية.
