أصبحنا الآن نستيقظ يومياً لنسمع أخبارأ تشمئز الآذان لسماعها ويبكي القلب قهراً من وقعها .
كثرت قضايا التحرش والتعدي الجنسي ومن تتمنع قد تجد من يتعدي عليها بالضرب أيضا .
التحرش الجنسي هو اضطراب سلوكي يدعمه خلل مجتمعي، إن المتحرش إنسان ذو سلوك مضطرب بصرف النظر عن عمره أو مستواه الاجتماعي أو الثقافي، وأما التحرش فهو الفعل المتجسد في التعدي بألفاظ، أو بحركات ذات إيحاءات جنسية، أو لمس أجزاء من الجسد، وقد يتطور الأمر إلى الاغتصاب، مما يتسبب في أذى معنوي وجسدي شديد للضحية، تستمر آلامه وآثاره النفسية لمدى طويل، وربما لا يُمحى من ذاكرة فتاة أو امرأة أو طفل من الجنسين قد تعرض لإهانة وابتزاز من المتحرش الذي يحاول أن يجد لنفسه متعة ولو كانت تلك المتعة لحظية.
وقد كثر أيضاً المدافعون عن المتحرشين ومن يبررون لهم جريمتهم أو يشجعون علي عدم فضحهم لعدم الضرر بأسرهم دون وعي منهم بخطر حماية أمثال هؤلاء ..
و هنا تكمن المشكلة غياب الوعي وخطأ الثقافة والتحيز الفكري في المجتمع حيث إن ما يشجع الجاني على تكرار فعلته و شعور الضحية بالانكسار هو رد فعل المجتمع الذي ما زال رغم المبادرات العديدة التي يقوم بها المجتمع المدني والإعلام للتصدي لهذه الظاهرة إلا أن المجتمع ينظر إلى الضحية على أنها الطرف الأضعف.
و هنا تكمن المشكلة غياب الوعي وخطأ الثقافة والتحيز الفكري في المجتمع حيث إن ما يشجع الجاني على تكرار فعلته و شعور الضحية بالانكسار هو رد فعل المجتمع الذي ما زال رغم المبادرات العديدة التي يقوم بها المجتمع المدني والإعلام للتصدي لهذه الظاهرة إلا أن المجتمع ينظر إلى الضحية على أنها الطرف الأضعف.
هذا الوضع يعكس تمييزًا ضد المرأة، ويجعل العنف ضدها لا ينتهي" و هنا تشعر الضحية بالإهانة البالغة والدونية.
ففي الأغلب تطالب الضحية بالصمت والتخلي عن حقها للحفاظ علي سمعتها وعدم الفضيحة أو أن تطالب بالإدلاء بمعلومات عن المتحرش وذلك الأمر شبه مستحيل أو تتسامح وتتنازل عن حقها في مقاضاته .
أثبتت دراسة أجرتها المبادرة الخاصة بخريطة التحرش Harass map تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن 99.3% من عينة النساء والفتيات اللاتي خضعن للدراسة قد تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسي .
وما زالت المرأة تُعامَل على أنها هي المسئؤلة، سواء بسبب وجودها في الشارع أو سلوكها أو ملابسها غير المناسبة.
أثبتت دراسة أجرتها المبادرة الخاصة بخريطة التحرش Harass map تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن 99.3% من عينة النساء والفتيات اللاتي خضعن للدراسة قد تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسي .
وما زالت المرأة تُعامَل على أنها هي المسئؤلة، سواء بسبب وجودها في الشارع أو سلوكها أو ملابسها غير المناسبة.
وهذا ما أثبتت الدراسة الخاصة بتصميم خريطة التحرش عدم صحته؛ إذ إن نسبة 75.7% ممن خضعن للدراسة كُنَّ مرتديات ملابس محتشمة، ولا يضعن مساحيق تجميل وقت تعرضن للتحرش، مقابل 2.1% كُنَّ مرتديات ملابس تكشف أجسادهن ويضعن مساحيق تجميل.
ومن جانب الطب النفسي توصل بعض الأطباء إلى أن المتحرش ليس مريضًا نفسيًّا، بل هو شخص مدرك لأفعاله ولكنه يعاني خللًا يجعله يتصرف بعنف تجاه الآخرين.
بالإضافة أن الاعتداء الجنسي هو نوع من أنواع العنف والعدوان الذي يمارسه البعض كرد فعل لعدة أسباب: أسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية وسياسية، مثل التفكك الأسري والزحام والقمع أو الحرمان من الاحتياجات الأساسية أو كبت جنسى أو غير قادر على الزواج ..إلخ.
أن هذه العوامل عندما تجتمع مع غياب للضمير والمبادئ والتربية الصحيحة منذ الطفولة، يصبح سلوك الشخص مائلًا لكل أشكال العنف بشكل عام، ومنها التحرش الجنسي.
وهنا لا بد من توجيه أصابع الاتهام والاستنكار لبعض الأسر بضعف رقابتها على أبنائها، وللإعلام الذي يهمش ويحط من صورة المرأة وغيرهم ... حيث إننا إذا جمعنا كل هذه الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية فإن النتيجة النهائية هو انتشار هذه السلوكيات.
وظاهرة التحرش الجنسي لا تقتصر على الأماكن والأشخاص الغرباء، فأن أبشع الانتهاكات وأقساها ألمًا ما قد يحدث داخل الأماكن التي يُفترض أن تكون الأكثر أمانًا، مثل مكان العمل أو المنزل.
واذا تحدثنا عن نفسية المتحرش في علم الطب النفسي ، فالمتحرش جنسيا هو بالقطع شخصية غير سوية تعرف بالشخصية "السيكوباتية"، وسمات هذه الشخصية تتميز بالسلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بتبعية التصرفات، بل إنه يسير فورا خلف أفكاره اللحظية دون التفكير النهائى فى عواقب هذه الأفكار، وبالتالى فإن فقدان تبعية التصرفات يجعل من المتحرش شخصا لا يمتلك مشاعر أو أحاسيس، وهو ما يفسر فى كثير من الأحيان ابتسامة الانتصار والتفاخر على شفاه المتحرشين بعد فعلهم المؤذى.
كما أن "الشخصية السيكوباتية"، تتميز بوجود نمطية وتكرار للفعل الخاطئ، لذلك فإن الشخص الذى يقوم بفعل التحرش الجنسى سيفعله مرات عديدة، وبالتالى فإن المتحرش الذى يدعى أن تلك هى مرته الأولى غالبًا كاذب.
وأما عن التحليل النفسي ل "متحرش المعادي في علم الطب النفسي، فإنه يعاني اضطرابا يعرف بإسم "بيدوفيليا"، وهو نوع من الاضطرابات الجنسية ..
وبحسب ما أورده موقع "webmd" ، فال "بيدوفيليا" يعني الاعتداء الجنسي على الأطفال، وهو شكل من أشكال التشتت العقلي المعترف به والمصنف في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية والتشخيص النفسي.
ويعاني المريض من غرائز ودوافع جنسية تجاه الأطفال قبل سن البلوغ، وعادة ما تكون أعمارهم من 6 أشهر حتى 16 عاما، ولا يستطيع المتحرش منع نفسه تجاه الأطفال من الجنسين والبالغين أيضًا .. وبعض الخبراء يؤكدون أن ليس له علاج .
ولذلك فإن المتحرش هو بالقطع شخصية غير سوية نفسيا، وبداخله ميول للانحراف دون رادع داخلى أو ضمير، وغياب هذا الرادع سيجعل منه شخصية سيئة يقوم بأفعال شنيعة فى حال تأكده من عدم وجود عواقب .. فمن أمن العقاب أساء الأدب .. أو كما في قوله تعالي ﴿في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضى﴾
ولذلك فإن المتحرش هو بالقطع شخصية غير سوية نفسيا، وبداخله ميول للانحراف دون رادع داخلى أو ضمير، وغياب هذا الرادع سيجعل منه شخصية سيئة يقوم بأفعال شنيعة فى حال تأكده من عدم وجود عواقب .. فمن أمن العقاب أساء الأدب .. أو كما في قوله تعالي ﴿في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضى﴾
وبعد سرد مفصل للتفسيرات العلمية والمجتمعية لظاهرة التحرش. ختاماً عزيزي القاريء اعلم أن المتحرش أو المغتصب هو من يتعدي علي ما ليس له حق فيه ، وعلي من لا حيلة له، وهو يعلم جيداً ما يفعله ولكن غلبت عليه شهوته وغريزته الحيوانية دون رحمة و دون أخلاق في غياب الوازع الديني ، والأمر هنا لا يرجع للإغراء الجنسي وإنما هو مختل ومضطرب، يعرفه العلّم بـ"عدو المجتمع" ..
فلا تبرر أبدًا فعل خطأ لأي سبب من الأسباب ..
وإذا كنت يوما أنت الجاني فضع نفسك محل المجني عليه وتذكر من هم من عرضك إذا حدث لهم أمر مثل هذا .. وتذكر جيداً أنك ستهدم أسرتين الأولي لك والأخري لضحيتك .. فكما تدين تدان ..
للأسف جميعنا بداخلنا الشخصية "السيكوباتية" بنسبة ما، فجميعنا مندفعون أحياناً ونخطئ وقد نكرر الخطأ ولكن هناك من يستطيع السيطرة على شخصيته بعد تفكيره فى التوابع الأخلاقية والاجتماعية، و يخاف العواقب القانونية أيضاً وبالتالي يمتنع عن هذا الفعل.
كن إيجابيا وتصد بقوة للتحرش والاعتداء الجنسي علي المرأة والطفل ..
احم نفسك وأسرتك وطفلك من الجانب المظلم من المجتمع.