كتبت / سارة خليل
جاء من بعيد، لم يكن ليتوقع أحد نتائجه أو أدائه الذى قدمه فى مشاركته الأولى بالمونديال . منتخب (ايسلندا) والذى قدم نموذجاً يحتذى به فى صناعة كرة القدم ، حيث تعد تجربة (ايسلندا) واحدة من التجارب الناجحة فى عالم كرة القدم فى وقتنا الحالى .
البلد التى يبلغ تعداد سكانها 350 ألف نسمة ، نجحت فى مشاركتها الأولى بالمونديال ، فى تحقيق تعادل ثمين مع منتخب راقصى التانجو ( الأرجنتين) بقيادة ليونيل ميسى ورفاقه ، فى مفاجأة كبيرة بمونديال روسيا 2018 .
الحارس " ألفيرد هالدروسون " حارس مرمى منتخب (ايسلندا) والذى نجح ان يتصدى لركلة جزاء سددها ميسى على مرماه فى المباراة التى جمعت فريقه مع الارجنتين ، أعلن فى تصريحاته عقب المباراة أنه شاهد ميسى وهو يقوم بتسديد العديد من ركلات الترجيح مع فريقه ، واستطاع تحليل هذه الضربات ، وعرف جيداً طريقة تسديد ميسى لركلاته فى محاولة منه ان يدخل ب "عقل " ميسى _على حد وصفه _ ولهذا تمكن من التصدى لها .
تعد (ايسلندا) اصغر دول العالم مشاركة فى نهائيات كأس العالم ، ومن اللافت للنظر هو الحضور الجماهيرى الكبير لمشجعين منتخب (ايسلندا) إلى ملاعب مباريات فريقهم بروسيا لمآزرة بلادهم فى الظهور الأول لها بالمونديال ، حيث وصل عدد مشجعين ايسلندا إلى ما يقرب ال 60 ألف مشجع اى حوالى 20% من سكان الدولة ، ولن يكون هذا غريباً إذا قلنا أن مدينة كاملة او محافظة بكل سكانها ذهبت إلى روسيا لتشجيع فريقها فى المحفل الدولى الأكبر ، فقد أعلنت السلطات الايسلندية قبيل انطلاق المونديال ان 20 % من سكان دولة (ايسلندا) اى ما يعادل واحد من كل خمسة مواطنين قد تقدموا بطلب للحصول على تذاكر مباريات منتخبهم فى روسيا لتشجيعه .
الطريف فى الأمر هو تصريحات المدير الفنى لمنتخب ايسلندا " هيمير هالجريمسون " التى أدلى بها اثناء حواره مع موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم ( فيفا ) فى وقت سابق ، والتى قال فيها ان هناك تغييرا كبيرا فى صلة جمهور ايسلندا بمنتخبهم ، حيث يقول انه لم يكن هناك اى حماس او دعم حقيقى للمنتخب حينما تولى مسئولية تدريبه فى 2011 ، حتى انه اضطر للذهاب إلى الحانات قبل كل مباراة ، لتحفيز المواطنين للإهتمام بمنتخب بلادهم ، بل وعرض التشكيلة الاساسية عليهم ، وفيديوهات تحفيزية لتدريبات اللاعبين ، والاستماع الى اقتراحات المواطنين .
ومن المثير للدهشة ان المدير الفنى للفريق مازال يواصل هذه العادة حتى الآن ، حيث يقول :" أذهب إلى الحانة قبل كل مباراة لأعطيهم تقريراً عن الخطة التى سنتبعها ، لذلك فهم اول من يعرفون بالتشكيلة الأساسية وطريقة اللعب " .
ويأتى نجاح فريق (ايسلندا) وتجربته فى كرة القدم فى أن أغلب لاعبيه يعملون بمهن مختلفة ذات قيمة كبيرة فى بلدهم ، إلى جانب ممارستهم كرة القدم ونجاحهم فى وصول منتخب بلادهم إلى كأس العالم ، حيث أن حارس مرمى أيسلندا " ألفريد هالدورسون " هو (مخرج أفلام سينمائية) واحترف كرة القدم منذ 5 سنوات فقط ،
بالإضافة إلى " كارى ارانسون " قلب دفاع ايسلندا الذى يعمل (عازف موسيقى ) ، والحارس الثانى " أوجمونديرو كريستينسون " يعمل ب (المحاماة ) ، ولاعب خط الوسط " جيلفى سيجوردسون " الذى يعمل بمجال العقارات .
كما يعمل مدرب ايسلندا " هيمير هالجريمسون " ك ( طبيب أسنان ) ، وقد سبق له أن درب 3 اندية للسيدات ونادى للرجال ، ومن ثم تولى مسئولية تدريب منتخب ايسلندا ، إضافة إلى امتلاك منتخب ايسلندا بين صفوفه 5 لاعبين يعملوا (أطباء بشريين ) .