تكنولوجيا الحاضر و رجعية العصور الوسطى
تبحرت كثيرا في صفحات التاريخ ، فمنها ما كان ابيضا ناصعا ،و منها ما سودته طباع البشر ، و منها ما احمرت و تلطخت بدماء الحروب وويلاتها .. و عندما وصلت رحلتي الى الحاضر ، و خاصة في مجتمعنا العربي ، و بالتحديد في مصرنا ، توقفت كثيرا فالى اي الالوان يمكن ان تنتمي صفحتنا الحالية ، الى ان بدأت في القراءة ..
تقليد اعمى للغرب بدون وعي ولا تفكير ، عري في الجسد و العقل ، سواد حالك ملأ القلوب ، و اخلاق حزمت امتعتها و رحلت منذ زمن بعيد ، و بعنوان اسود عريض : رجال انتهت غيرتهم على عروضهم ..
و لكن كيف تسربت كل تلك الرجعية و التخلف من خلف جدران التقدم ؛ و كأن ما اصبح يجري في عروقنا دماء من العصور الوسطى بتخلفها و رجعيتها ، نرتدي احدث الازياء و بداخلها عقول عفنة ، نمسك بهواتفنا لننفتح على العالم فنجد انفسنا في سجن صغير متنقل بين ايدينا ..
اصبحنا كل يوم و كل ساعة نتقدم تكنولوجيا و نتخلف في مشاعرنا و اخلاقنا و كل شيئ يرفع من انسانيتنا اصبح منحطا ، بل و اصبح كل مصلح فاسدا ، و كل مفسد في الارض زعيما يحتذى به و نموذجا نطبقه ..
واصبح التقليد تقليعة العصر ؛ و كل تافه غث مثال لشباب و بنات تلوثت عقولهم و امتلأت قلوبهم بالسواد حتى الحناجر ..
فالى متى يا اخوتي في الدم و الوطن تابعين لا متبوعين ، الى متى سنظل في وحل العصور الوسطى .. و متى يا اخوتي سنغتسل من جنابة الفكر و نصلي سويا ركعتين في محراب التقدم !! الى متى ...